تعديل

الجمعة، 13 يناير 2012

مطرقة الخرفان






مطرقة الساحرات  (Malleus Maleficarum) هو كتاب ألفه هنريك كريمر في القرن الخامس عشر .. ينص على أن كل شرور الدنيا بسبب المرأه .. ومن أعتى هذه الشرور هو السحر .. وقد جعله ملازم للنساء .. بل جعل الشيطان والنساء من نفس الفئه وأنهم غالباً مايتعاونون مع بعضهم البعض لتحقيق الشر في الأرض .. فالنساء يغوين الرجال ويجعلنهم فريسه للشيطان .. وبالمقابل يمنح الشيطان للنساء قدرات خارقه تمكنهن من السيطره على ماحولهن .. وفي نفس الكتاب أيضاً ذكر علامات تميز الساحره .. وبرغم عدم منطقية حكمه وضحالة فكره وضيق أفقه في ذكر العلامات وبرغم أنه هراء بحت لكل من يقرأه اليوم .. إلا أنه أصبح معتمد من البابا نفسه في ذلك الوقت .. بل وقد اتخذته محاكم التفتيش الدمويه كدليل ومرشد لها فمن طابقت إحدى أو جل العلامات عليها يتم إعدامها بطريقه شنيعه لا أجرؤ على ذكر تفاصيلها .. بسبب هذا الكتاب الشيطاني تم إعدام الكثير من البريئات لمجرد الشك .. فأغلب الروايات تقول أن عدد ضحايا الكتاب لايقل عن خمس ملايين امرأه وفتاه .. معظمهن بريئات .. طبعا ليست المذبحه الوحيد التي تم ارتكابها تحت غطاء الدين المسيحي .. وكل شخص مطلع على التاريخ الأوروبي يدرك هذا الشيء ..

بعيدأ عن القرون الوسطى وبعيداً عن أوروبا .. ماجعلني أتذكر هذا الكتاب هو أننا نعاني من نفس المشكله التي عانى منها كريمر والمجتمعات الاوروبيه في ذلك الوقت  .. لكن بإختلاف بعض المفاهيم وتحوير الأدوار .. فإنتشار السحر في ذلك الوقت بشكل كبير هو ماجعله يولي أهميه للموضوع ويؤلف الكتاب .. أما نحن فنعاني من شيء قد يندرج تحت ضروب السحر لذلك نحتاج مطرقه أخرى .. وهو تقديس البعض من ذكور هذا المجتمع لكل ماهو أنثوي .. من باب يسحرن ذا اللب حتى لا حراك له .. طبعاً أنا لا أتحدث عن العلاقات الطبيعيه بين الجنسين والتي حث عليها ديننا الإسلامي .. أو حتى العلاقات العاديه بالمجمل ليست ما أعنيه .. فالحب والعشق من أروع المشاعر التي يمكن أن تعانق القلب .. لكن إذا كانت بين طرفين فقط .. وليست بين ذكر ما وعشرات الفتيات .. فمجنون ليلى وغيره من العشاق الذين أخلصوا في حبهم حتى الموت لم يكن التاريخ ليذكروا لو تغنوا بألف فتاه .. أعتقد أن الكثير استنتج ما أعنيهم وهم فصيلة (الخرفان) .. رغم أن التسميه ظالمه جداً لحيوانات عجماء لاضرر منها .. بل نستفيد منها في غذائنا وملبسنا .. بينما ما أعنيهم لاتوجد لهم أي فائده تذكر .. وضررهم على المجتمع أكبر ممايتصور البعض .. فضلاً عن ازديادهم بشكل ملحوظ .. خصوصا في عالم الشبكه العنكبوتيه .. مروراً (بالتشات) وبرامج المحادثات والمنتديات حتى في المواقع الإجتماعيه مؤخراً .. فهم يطورون أدواتهم ويستخدمون التقنيه لخدمة أغراضهم المنحطه وفكرهم الضحل ..



لايوجد ماهو أسوأ من تشاهد ذكر تقلبه فتاه كيفما تشاء ثم يذهب لأخرى وتفعل نفس الشيء .. ولا يكتفي بذلك بل يبحث عن آخريات وكلما زاد العدد ازداد جشعاً .. وأبداً لن يصل لمرحلة الشبع .. حتى لو تزوج أو بلغ من العمر عتياً .. قد تشاهد أحد الذكور المتزوجين وزوجته المسكينه الصابره تحرس بيته وتصون شرفه وترعى أطفاله .. بينما هو يستكثر عليها حتى ثمن حليب أطفاله .. في المقابل يغدق الأموال على من عرفن من أين تؤكل لحم الخروف .. أيضاً من بلغ من العمر عتياً وتأتي فتاه بعمر حفيداته تتراقص به كدمى الماريونيت وهذا فعلاً مايسمى بأرذل العمر ومخارم المروءه .. الأسوأ منهما من يتستر بعباءة الدين أو الثقافه فقط لكسب إعجاب الفتيات دون أن يكترث لعدد زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثلاً أو من هو الجهيمان .. لأنها وسائل فقط وليست غايه .. كل مايقرب من الجنس الآخر يخوضون فيه ..

وطبعاً الكرامه شيء من الماضي بالنسبة لهم .. وليست الكرامه فقط بل كل شيء أموالهم وحياتهم ومستقبلهم ووالديهم .. لاشيء عندهم يعلو فوق تاء التأنيث .. أي كرامه وأي رجوله تتبقى ؟؟ بل أين أدنى إحترام للنفس ؟؟ كيف ينظر أحدهم إلى نفسه بالمرآه ؟؟ أي جرأه ؟؟ ثم أين الخوف من الفضيحه ورد الدين ؟؟ أين الخوف من ربهم عندما يتلاعبون بأعراض بنات الناس ؟؟ هل غاب عن بالهم يوم الحساب ؟؟ .. قد لايجدون عقابهم في الدنيا لسبب أو لآخر لكن الله يمهل ولايهمل ..

عموما حتى في الغرب المنفتح أيضاً لايقيم وزنا لهذه الفئه ويطلق عليهم وومنايزرز .. هي عجينه مضروبه وطينه فاسده لايتوقع منهم أي مجتمع أي شيء .. لأنهم مواخير أي أمه وحجرة عثر في تقدمها وأرقام زائده في تعداد البشريه .. فلن تجد من بينهم علماء أو مفكرين أو فلاسفه أو جنود يذودون عن أوطانهم .. بل مستنقع عطن تفوح منه الرائحه طوال الوقت ..

ولأني لا أفضل طرح المشكله بدون الحلول .. فأفضل حل لهذه الفئه هو حرقهم طبقاً للكتاب أو دفنهم أحياء مثل النفايات النوويه لإتقاء خطرهم .. لكن زمن القرون الوسطى ولى .. وجميع هذه الحلول الجميله لانستطيع تنفيذها .. لكن هناك حل أخير لنجد فائده منهم على الأقل كأمل أخير .. وهو إعادة التدوير .. فالتبرع بالأعضاء مشكله يعاني منها المجتمع ولا يوجد من سلط عليها الضوء بشكل كافي .. وكم من أحياء في حاجة أعضائهم .. ولن يخسر المجتمع بفقدهم الكثير .. لست أدري لماذا استحضرت صور غرف الغاز الآلمانيه في معقل أوشفيتز الرهيب ..

أختم موضوعي هذا ببيت شعري معبر لا أذكر قائله :

لا ترجون من الحياة نعيمها ... إن ساد خير أسودها خرفان
إن الكرام معادن و مناقب ... جُمعتْ ليُخلق منهما الإنسان


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More