تعديل

السبت، 2 يونيو 2012

فلسطين، العراق، سوريا .. ياهم انجلي


مرحباً يا عراقُ، جئتُ أغنّيكَوبعـضٌ من الغنـاءِ بكـاءُ
مرحباً، مرحباً.. أتعرفُ وجهاًحفـرتهُ الأيّـامُ والأنـواءُ؟
أكلَ الحبُّ من حشاشةِ قلبيوالبقايا تقاسمتـها النسـاءُ
كلُّ أحبابي القدامى نسَـونيلا نُوارَ تجيـبُ أو عفـراءُ
فالشفـاهُ المطيّبـاتُ رمادٌوخيامُ الهوى رماها الـهواءُ
سكنَ الحزنُ كالعصافيرِ قلبيفالأسى خمرةٌ وقلبي الإنـاءُ
أنا جرحٌ يمشي على قدميهِوخيـولي قد هدَّها الإعياءُ
فجراحُ الحسينِ بعضُ جراحيوبصدري من الأسى كربلاءُ
وأنا الحزنُ من زمانٍ صديقيوقليـلٌ في عصرنا الأصدقاءُ
مرحباً يا عراقُ،كيفَ العباءاتُوكيفَ المها.. وكيفَ الظباءُ؟
مرحباً يا عراقُ.. هل نسيَتنيبعدَ طولِ السنينِ سامـرّاءُ؟
مرحباً يا جسورُ يا نخلُ يا نهرُوأهلاً يا عشـبُ... يا أفياءُ
كيفَ أحبابُنا على ضفةِ النهرِوكيفَ البسـاطُ والنـدماءُ؟
كان عندي هـنا أميرةُ حبٍّثم ضاعت أميرتي الحسـناءُ
أينَ وجهٌ في الأعظميّةِ حلوٌلو رأتهُ تغارُ منهُ السـماءُ؟
إنني السندبادُ.. مزّقهُ البحرُو عـينا حـبيبتي المـيناءُ
مضغَ الموجُ مركبي.. وجبينيثقبتهُ العواصـفُ الهـوجاءُ
إنَّ في داخلي عصوراً من الحزنِفهـل لي إلى العـراقِ التجاءُ؟
وأنا العاشـقُ الكبيرُ.. ولكـنليس تكفي دفاتـري الزرقـاءُ
يا حزيرانُ.ما الذي فعلَ الشعرُ؟وما الذي أعطـى لنا الشعراءُ؟
الدواوينُ في يدينا طـروحٌوالتعـابيرُ كـلُّها إنـشاءُ
كـلُّ عامٍ نأتي لسوقِ عكاظٍوعـلينا العمائمُ الخضـراءُ
ونهزُّ الرؤوسَ مثل الدراويشِ...و بالنار تكتـوي سـيناءُ
كـلُّ عامٍ نأتي.. فهذا جريرٌيتغنّـى.. وهـذهِ الخـنساءُ
لم نزَل، لم نزَل نمصمصُ قشراًوفلسطـينُ خضّبتها الـدماءُ
يا حزيرانُ.. أنـتَ أكـبرُ منّاوأبٌ أنـتَ مـا لـهُ أبـناءُ
لـو ملكـنا بقيّـةً من إباءٍلانتخـينا.. لكـننا جـبناءُ
يا عصـورَ المعلّـقاتِ ملَلناومن الجسـمِ قد يملُّ الرداءُ
نصفُ أشعارنا نقوشٌ ومـاذاينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ؟
المقاماتُ لعبةٌ... والحـريريُّحشيشٌ.. والغولُ والعـنقاءُ
ذبحتنا الفسيفساءُ عصـوراًوالدُّمى والزخارفُ البلـهاءُ
نرفضُ الشعرَ كيمياءً وسحراًقتلتنا القصيـدةُ الكيـمياءُ
نرفضُ الشعرَ مسرحاً ملكياًمن كراسيهِ يحرمُ البسـطاءُ
نرفضُ الشعرَ أن يكونَ حصاناًيمتطـيهِ الطـغاةُ والأقـوياءُ
نرفضُ الشعـرَ عتمـةً ورموزاًكيف تسطيعُ أن ترى الظلماءُ؟
نرفضُ الشعـرَ أرنباً خشـبيّاًلا طمـوحَ لـهُ ولا أهـواءُ
نرفضُ الشعرَ في قهوةِ الشعر..دخـانٌ أيّامـهم.. وارتخـاءُ
شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفراًبيديهِ.. فكلُّ شـيءٍ مُـضاءُ
شعرنا اليومَ هجمةٌ واكتشافٌلا خطوطَ كوفيّـةً ، وحِداءُ
كلُّ شعرٍ معاصرٍ ليـسَ فيهِغصبُ العصرِ نملةٌ عـرجاءُ
ما هوَ الشعرُ إن غدا بهلواناًيتسـلّى برقصـهِ الخُـلفاءُ
ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فأراًكِسـرةُ الخبزِ –هَمُّهُ- والغِذاءُ
وإذا أصبـحَ المفكِّـرُ بُـوقاًيستوي الفكرُ عندها والحذاءُ
يُصلبُ الأنبياءُ من أجل رأيٍفلماذا لا يصلبَ الشعـراءُ؟
الفدائيُّ وحدهُ.. يكتبُ الشعرَو كـلُّ الذي كتبناهُ هـراءُ
إنّهُ الكاتـبُ الحقيقيُّ للعصـرِونـحنُ الحُـجَّابُ والأجـراءُ
عنـدما تبدأُ البنادقُ بالعـزفِتمـوتُ القصـائدُ العصـماءُ
ما لنا؟ مالنا نلـومُ حـزيرانَو في الإثمِ كـلُّنا شـركاءُ؟
من هم الأبرياءُ؟ نحنُ جميـعاًحامـلو عارهِ ولا اسـتثناءُ
عقلُنا، فكرُنا، هزالُ أغانينارؤانا، أقوالُـنا الجـوفـاءُ
نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنا الصفراءوالحـبرُ والحـروفُ الإمـاءُ
البطـولاتُ موقفٌ مسرحيٌّووجـوهُ الممثلـينَ طـلاءُ
وفلسـطينُ بينهم كمـزادٍكلُّ شـارٍ يزيدُ حين يشـاءُ
وحدويّون! والبلادُ شـظاياكـلُّ جزءٍ من لحمها أجزاءُ
ماركسيّونَ! والجماهيرُ تشقىفلماذا لا يشبـعُ الفقـراءُ؟
قرشيّونَ! لـو رأتهم قريـشٌلاستجارت من رملِها البيداءُ
لا يمـينٌ يجيرُنا أو يسـارٌتحتَ حدِّ السكينِ نحنُ سواءُ
لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القدسُوضاعت من قبـلها "الحمـراءُ"..
يا فلسطينُ، لا تزالينَ عطـشىوعلى الزيتِ نامتِ الصحـراءُ
العباءاتُ.. كلُّها من حريـرٍواللـيالي رخيصـةٌ حمـراءُ
يا فلسطينُ، لا تنادي عليهمقد تساوى الأمواتُ والأحياءُ
قتلَ النفطُ ما بهم من سجاياولقد يقتـلُ الثـريَّ الثراءُ
يا فلسطينُ، لا تنادي قريشاًفقريشٌ ماتـت بها الخيَـلاءُ
لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍلا تنادي.. لم يبـقَ إلا النساءُ
ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُويمشـي إلى الـوراءِ الـوراءُ
مرَّ عامـانِ والغزاةُ مقيمـونَو تاريـخُ أمـتي... أشـلاءُ
مـرَّ عامانِ.. والمسيـحُ أسيرٌفي يديهم.. و مـريمُ العـذراءُ
مرَّ عامـانِ.. والمآذنُ تبكـيو النواقيـسُ كلُّها خرسـاءُ
أيُّها الراكعونَ في معبدِ الحرفِكـفانا الـدوارُ والإغـماءُ
مزِّقوا جُبَّةَ الدراويشِ عـنكمواخلعوا الصوفَ أيُّها الأتقياءُ
اتركـوا أولياءَنا بسـلامٍأيُّ أرضٍ أعادها الأولياءُ؟
في فمي يا عراقُ.. مـاءٌ كـثيرٌكيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟
زعموا أنني طـعنتُ بـلاديوأنا الحـبُّ كـلُّهُ والـوفاءُ
أيريدونَ أن أمُـصَّ نـزيفي؟لا جـدارٌ أنا و لا ببـغاءُ!
أنـا حريَّتي... فإن سـرقوهاتسقطِ الأرضُ كلُّها والسماءُ
ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعريمـا اشتـراهُ الملـوكُ والأمراءُ
كلُّ حرفٍ كتبتهُ كانَ سـيفاًعـربيّاً يشـعُّ منهُ الضـياءُ
وقليـلٌ من الكـلامِ نقـيٌّوكـثيرٌ من الكـلامِ بغـاءُ
كم أُعاني مما كتبـتُ عـذاباًويعاني في شـرقنا الشـرفاءُ
وجعُ الحرفِ رائعٌ.. أوَتشكوللـبسـاتينِ وردةٌ حمـراءُ؟
كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شجاعٍثم ماتـوا.. فإنـهم شهداءُ
لا تعاقب يا ربِّ من رجمونيواعفُ عنهم لأنّـهم جهلاءُ
إن حبّي للأرضِ حبٌّ بصيرٌوهواهم عواطـفٌ عمياءُ
إن أكُن قد كويتُ لحمَ بلاديفمن الكيِّ قد يجـيءُ الشفاءُ
من بحارِ الأسى، وليلِ اليتامىتطلـعُ الآنَ زهـرةٌ بيضاءُ
ويطلُّ الفداءُ شمـساً عـليناما عسانا نكونُ.. لولا الفداءُ
من جراحِ المناضلينَ.. وُلدناومنَ الجرحِ تولدُ الكـبرياءُ
قبلَهُم، لم يكن هـناكَ قبـلٌابتداءُ التاريخِ من يومِ جاؤوا
هبطوا فوقَ أرضـنا أنبياءًبعد أن ماتَ عندنا الأنبياءُ
أنقذوا ماءَ وجهنا يومَ لاحوافأضاءت وجوهُنا السوداءُ
منحونا إلى الحـياةِ جـوازاًلم تكُـن قبلَهم لنا أسمـاءُ
أصدقاءُ الحروفِ لا تعذلونيإن تفجّرتُ أيُّها الأصـدقاءُ
إنني أخزنُ الرعودَ بصدريمثلما يخزنُ الرعودَ الشتاءُ
أنا ما جئتُ كي أكونَ خطيباًفبلادي أضاعَـها الخُـطباءُ
إنني رافضٌ زماني وعصـريومن الـرفضِ تولدُ الأشـياءُ
أصدقائي.. حكيتُ ما ليسَ يُحكىو شـفيعي... طـفولتي والنـقاءُ
إنني قـادمٌ إليكـم.. وقلـبيفـوقَ كـفّي حمامـةٌ بيضـاءُ
إفهموني.. فما أنا غـيرُ طـفلٍفـوقَ عينيهِ يسـتحمُّ المـساءُ
أنا لا أعرفُ ازدواجيّةَ الفكرِفنفسـي.. بحـيرةٌ زرقـاءُ
لبلادي شعري.. ولستُ أباليرفضتهُ أم باركتـهُ السـماءُ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More